ماهو العمر المناسب بين عمر الزوج والزوجة

تحقيق : ميسون فؤاد..
ثلاثة، خمسة، سبعة، عشرة، وعشرون عاماً جميعها أرقام تحدد فارق السن المناسب بين الأزواج. فكثيراً ما يتساءل المقبلون على الزواج كم يكون الفارق المثالي في العمر بين الزوجين؟ ونحن نرى في حياتنا ثلاثة نماذج من الزواج ..>>

أولاً: فارق السن الكبير بين الزوجين، البعض يرى أن المرأة تكبر وتذبل بسرعة ويزول جمالهاعلى عكس الرجل، لذا فهم يؤيدون أن يكون الفارق كبيراً بين الزوجين والبعض الآخر يرى ان الفتاة سوف تقتل حيويتها ونشاطها مع زوج متقاعد يودع الحياة.
ثانياً: أن تكبر المرأة الرجل بأعوام، وهذه قضية تختلف من شخص إلى آخر. فيمكن للرجل أن يجد امرأة تجمع بين الجمال والنضج ويكون سعيداً بها ومعها حتى وان فاقته في العمر. والبعض الآخر يرى أنه زواج فاشل حيث ان الأفكار متباعدة، كما أن غيرة الزوجة وشكها سيعكران صفوة حياتهما وربما يقتلانها.
ثالثاً: التقارب في العمر بين الزوجين، البعض يرى أنه كلما كان السن متقارباً، كان ذلك أفضل، ولكن هل هذه القاعدة ثابتة؟ حيث توجد شخصيات قادرة على تجاوز فارق السن، وشخصيات أخرى قد أصابتها شيخوخة نفسية مبكرة بالرغم من صغر السن.
اذاً الأمر يتعلق هنا بشخصية الطرفين فيمكن أن يكون الزواج ناجحاً ويمكن أن يكون فاشلاً. ولكن هذا الذي تحدده شخصية الزوج والزوجة وطريقة تعاملهما مع بعضهما والنجاح في الحياة الزوجية مرتبط بالزوجين، ومهما كان فارق السن بين الزوجين فالتوافق الفكري بينهما راجع إلى نضجهما. لذا على كلا الزوجين أن يختار الشخص الذي يتوافق معه بغض النظر عن عمره.
اذاً هل لتقارب العمر أو تباعده دور في زيادة التفاهم بين الزوجين؟ وهل لفارق السن أثر كبير في التأثير على العلاقة الزوجية؟ وما هو فارق السن المناسب بين الزوجين؟
جميعها أسئلة قمنا بطرحها على العديد من الأشخاص رجالا ونساء، (متزوجين وعزابا) وكان لكل واحد منهم آراؤه وأفكاره.

أحد عشر عاماً

ترى ايمان القرعاني أن فارق السن الكبير هو السبب الرئيسي وراء انفصالها عن زوجها، الذي لم يستمر غير أربع سنوات. وأضافت: فارق السن بيننا كان احدى عشرة سنة، حيث كان عمري في بداية زواجي تسعة عشر عاماً، أما هو فكان عمره واحداً وثلاثين عاماً. وهذا الفارق خلق فجوةً كبيرة بيننا. فكنت حينها متخرجة في المدرسة، بينما كان يتبوأ مركزاً مرموقاً في عمله، وكان مشغولاً بعالمه وأعماله. أما أنا فكانت أفكاري بسيطة وبعيدة عن عالم الـBusiness. وكان تفكيري محصوراً في التسوق واللبس والتنزه، فأنا أحب الحياة وأريد أن أعيش سني وأتمتع به.
كما كنت أجد صعوبة بالغة في التأقلم مع بيئته وأصدقائه من حوله. فغالبية أصدقائه وزوجاتهم كانوا من العمر نفسه، وجميع زوجاتهم كنَّ يعملن أيضاً، وكنت أشعر بأنني «الفتاة الصغيرة» عندما أجالسهم، ولا أستطيع محاورتهم، ولم أكن افهم حديثهم.
وعندما كنت أسأل زوجي وأستفسر منه عن أي أمر دار بينهن، كان يرد علي وهو متضايق: «خلص بعدين أفهمك».
ومما زاد الأمر سوءاً أنه لم يشعر بالفارق العمري بيننا، ولم يستطع فهمي، على الرغم من أنني كنت أردد دائماً على مسامعه «أنا صغيرة، حاول أن تفهمني» فأنا لم أستطع أن «أكبر نفسي»، وأفكاري، وتصرفاتي. كما أن لغة الحوار كانت معدومة بيننا ولم يكن يتقبل مني كلمة أو يسمع لي، فأنا دائماً بنظره «صغيرة» ولا أفهم شيئاً في الحياة. وعندما كان يعود من عمله متضايقاً، كنت أحاول التخفيف عنه وسؤاله عن سبب مضايقته، ولكن كان ينزعج من سؤالي ويقول: «أنت لا تفهمين»!

سبعة أعوام

وتشترط عبير الحريري على الشخص الذي سيتقدم لخطبتها ألا يزيد الفارق السني بينهما على سبع سنوات. وقالت: مشكلة فارق السن الكبير (عشر سنوات فما فوق) بين المتزوجين لا تظهر سلبياتها الا بعد مضي فترة طويلة. ففي حين تكون الفتاة لا تزال في ريعان شبابها، مما ينعكس على طريقة تفكيرها ومعيشتها، يبدأ الزوج التفكير في التقاعد، وهنا تظهر مشكلات التواصل الفكري والاجتماعي لتتعارض الاهتمامات تماماً بين الطرفين، ويبدأ الزوج الشك في زوجته وتحجيم تحركاتها. فهي المرأة الصغيرة والجميلة بجانب زوج يعتقد كثيرون أنه والدها. وأعتقد أن الحنان الذي فقدته الفتاة عند أهلها أو والدها هو ما يجعلها تبحث عنه مع هذا الرجل. فهي تكون في البداية متحمسة وبعد ذلك ستعاني، ومثل ما يقال «تروح السكرة وتأتي الفكرة».

أربعة أعوام

تقول حنين خالد: لا أقبل أن يكون فارق السن بيني وبين الشخص الذي سأرتبط به أكثر من أربع سنوات ومن الجيل نفسه. فاذا كان الفارق بيننا أكثر من عشر سنوات، فحتماً سنواجه المشاكل. فأنا أريد أن أعيش حياتي، بينما يكون هو قد مرَّ بتلك الحياة والتجارب ويريد أن يعيش حياة أخرى، فمن الصعب أن نتفاهم. فأنا أريد أن أخرج وأسافر وأسهر بينما يشعر هو أنه «أكبر» على هذه الأمور.
كما أن فارق السن الكبير بين الزوجين يقتل شباب المرأة، فبينما تكون في حيويتها وتعيش في عالمها المفعم بالنشاط، يشعر الزوج بقرب نهاية المشوار ويقضي معظم وقته كئيباً ومن دون حيوية ومن دون حركة.

عامان

ويشدد الدكتور سمير طهبوب على أهمية الارتباط بالفتاة القريبة من عمر الشاب. ففي هذا الاختيار تشارك المرأة زوجها الاهتمامات نفسها، ويشعران بأن صداقة تربطهما، مما يقوي العلاقة الزوجية، ويقول هذا القول بعد تجربة مر بها مع زوجته، وأضاف: الفارق بيني وبين زوجتي فقط سنتان، فقد كان عمري حينها ثلاثين عاماً وزوجتي ثمانية وعشرين عاماً، على الرغم من أن فارق السن وقتها كان يجب أن يكون كبيراً بين الأزواج، ولكن اختلفنا أنا وزوجتي عنهم وكسرنا هذه القاعدة. ولا أخفي عليك بأننا سمعنا العديد من الانتقادات من الناس بأنه كان يجب علي الارتباط بفتاة تصغرني بكثير. ولكنني لم ألتفت الى هذه الأمور، ومع اصراري وتشجيعاً من والدتي تم الزواج. وبكل صدق أنا مسرور بهذا الزواج ولم أندم على ذلك، لأننا كبرنا معا، وأفكارنا متقاربة وميولنا متشابهة وكلانا من المستويين التعليمي والثقافي انفسهما، كما واجهنا الدنيا بأفراحها وأتراحها معا.

خمسة أعوام

وتؤيد ناديا طهبوب زوجها في الرأي بأن فارق العمر يجب أن يكون ضمن حدود خمس سنوات حتى يكون باستطاعة الأزواج الارتباط من دون أن يكون فارق السن عائقاً في نجاح العلاقة الزوجية. وأضافت: اذا كان الفارق كبيراً في السن فان الزواج حتماً سيكون غير متوافق. فعلى سبيل المثال من ناحية العمل يكون الطرف الأصغر في بداية تأسيس مهنته، بينما يكون الطرف الاكبر يفكر في التقاعد. فليس من الانصاف أن تتزوج الفتاة برجل زهدت فيه الدنيا وودعه الشباب وأوشك أن يكون في عالم الذكريات. وكل مرحلة من مراحل الانسان لها خصائصها التي تميزها، فليس من الانصاف أن يجبر الشخص على أن يتعايش مع مرحلة أكبر من قدراته.

خمسة أعوام

وتعتقد ميسون طهبوب أن عامل السن له دور كبير في نجاح الحياة الزوجية، فالسن المتقاربة بين الزوج والزوجة تؤدي إلى تقارب المستوى الفكري بينهما، وبالتالي الوصول إلى التفاهم بينهما ونجاح الزواج، أما اذا كان الفارق كبيراً (10 سنوات وأكثر) فسوف يجد كل طرف صعوبة في التعامل مع الطرف الآخر. ويمكن أن يكون الأمر عادياً في بداية الزواج، لكن المشكلة الحقيقية ستظهر بعد مرور فترة من الزواج.
وأنا أتكلم من واقع تجربتي، فزوجي يكبرني بخمس سنوات فقط، ولم أشعر يوماً بهذا الفارق، فنحن متفاهمان في كل الأمور وتفكيرنا يكاد يكون واحداً، خاصة أننا من المستويين التعليمي والتخصص العلمي انفسهما. أما اذا كان الفارق كبيراً بيننا فحتماً سأجد صعوبة بالغة للتكيف معه.

خمسة أعوام

ومن وجهة نظر محمد رفعت، أن فارق السن بين الزوجين يجب ألا يتعدى خمس سنوات، لكي يكون هناك تقارب في الأفكار والميول والاهتمامات. ففارق السن يخلق الكثير من الخلافات بين الزوجين. فتفكير الفتاة لن يكون متقارباً إلى تفكير الرجل، فكلاهما ينتمي إلى جيل مختلف. فهي ما زالت في بداية النضج أما هو فيكون الدهر قد أكل عليه وشرب.
لذا، كان شرطي الأساسي وأنا أبحث عن شريكة حياتي أن يكون الفارق بيننا لا يزيد على خمس سنوات، والحمد لله «ظبطت». ولم أشعر يوماً بأن هناك اختلافاً بيني وبينها و70% من آرائنا وأفكارنا مشتركة ومنسجمة وهذه نسبة ممتازة.
وعند سؤاله اذا كان سيشعر بالندم مستقبلاً لاحساسه بأن زوجته كبرت معه وظهرت عليها علامات الشيخوخة باكراً؟ أجاب: لا أعتقد أنني سأشعر بذلك.

ستة عشر عاماً

وتشاطره زوجته رنا هنيدي الرأي، فهي أيضاً اشترطت أن يكون فارق العمر بينها وبين من سترتبط به لا يتعدى العشر سنوات. وأضافت: رغبتي هذه ناتجة عن تجربة والدي ووالدتي، فالفارق بينهما ستة عشر عاماً، فلم أكن أرغب بتكرار هذه التجربة، فهذا حقاً فارق كبير. كما أن الزمن تحول وتبدل، ولم يعد تفكير الفتاة كالسابق وأصبحت الفتاة تتعلم وتخرج. لذلك اخترت أن يكون شريك حياتي من نفس جيلي، ولم أشعر يوماً بفارق بيننا بل العكس هناك توافق وانسجام كبير بيننا.
أما بسؤالها عما اذا كانت تخشى أن تظهر عليها علامات الكبر قبل زوجها أجابت:
جميع النساء يخشين هذا الأمر، ولكن يجب على كل امرأة أن تحافظ على نفسها وتهتم بمظهرها مهما بلغ سنها. وسأظل أهتم بنفسي حتى ولو اضطر الأمر لاجراء عمليات تجميل حتى أظل جميلة في عينيه.

عشرة أعوام

وتعتقد فاطمة الصالحي أن الرجل يجب أن يكون أكبر من المرأة على الأقل بعشر سنوات وقالت: ان معدل شباب المرأة 40 عاماً وتكون خلالها متعبة ومنهكة من عوامل الحمل والولادة وتربية الأطفال، فيكون ذلك أخذ من شبابها وجمالها ما أخذ. والرجل يكون في عز شبابه ورجولته ولا يؤثر فيه تجاعيد ولا شيب.
لذا على الفتاة ألا تتزوج من الشاب الذي في سنها ولا الذي يكبرها بخمس سنوات فقط بل عليها اختيار الأكبر ولو بعشر سنوات لأنها ستبقى شابة ولا تخاف من تفكير زوجها لأنه ان بحث عن صغيرة فزوجته ما زالت يانعة وأكثر جاذبية منه.
والفارق بيني وبين خطيبي عشر سنوات وأنا أجد أن هذا الفارق مناسب. ولو كان أكبر مني بعشرين عاماً لوافقت عليه أيضاً، في سبيل أن أبقى الفتاة الجميلة،الصغيرة والدلوعة، ولن أخشى في المستقبل أن يلتفت زوجي الى امرأة أخرى، لأنه مهما كبر سأبقى الفتاة الصغيرة في نظره.

اثنان وعشرون عاماً

وتروي غرام المطيري تجربتها وهي نادمة أشد الندم بسبب ارتباطها برجل يكبرها بـ اثنين وعشرين عاماً. وأضافت: في البداية لم أشعر بهذا الفارق ولم أفكر مجرد التفكير بسبب حبي الشديد له، وكما يقال «الحب أعمى». ولم يكن يشعرني بالفارق بيننا وكان «مدلعني وايد، وانغريت كثيراً» بهذا الدلال. وفي بداية الزواج كانت أيامنا جميلة وكنت سعيدة جداً ولكن وبعد مرور فترة على زواجنا انقلبت الموازين وتغير تعامله معي، وتغيرت مشاعره تجاهي ولم يعد يهتم بي حتى أنه تركني وسافر ومن ثلاثة أشهر لغاية الآن لا أعلم أين هو «خرج ولم يعد»، وكأنها نزوة ومرت. فهي حقاً تجربة فاشلة ولا أنصح أي فتاة بالارتباط بشخص يكبرها بكثير، بل الارتباط بشخص من نفس عمرها فحالياً أنا «أدور الأصغر».
وباعتقادي فان السبب وراء تغيره نحوي هو غيرته الشديدة علي، فلم يكن يسمح لأي شخص بأن يكلمني أو أن أخرج بمفردي، ونظرات وكلام الناس تضايقه ففي احدى المرات وبينما كنا في المطار سألني أحد الأشخاص: «هذا والدك..؟» مما سبب لي وله الاحراج. كما أننا لم نكن نتوافق في الرأي ونختلف على كل صغيرة وكبيرة.
وحالياً لا أريد منه سوى الطلاق.

احد عشر عاماً

ومن وجهة نظر ايناس عقاد أن يكون الفارق بالسن بين الأزواج بالكثير سبع سنوات حتى يكون بينهم توافق فكري ويكونوا قريبين بعضهما من بعض. وتروي تجربتها قائلة: فارق العمر بيني وبين زوجي أحد عشر عاماً، ونحن مرتبطون ببعضنا منذ اربعة عشر عاماً. ولا أخفي عليك بأنني واجهت بعض الصعوبات في بداية الزواج وكنت أحس بفارق كبير بيني وبينه. فأنا أفكر بطريقة «جنونية» أكثر من زوجي. كما أن تفكيري وعقليتي أصغر وكنت أحاول دائماً الوصول الى تفكيره «أنط»، وكأنني أقفز من أول درجة في السلم إلى أعلى حتى أصل اليه وأجاريه، فهو ناضج بتفكيره وآرائه،
أما اذا كان من نفس جيلي فسوف أصعد السلم (سلم الحياة) درجة درجة.
أي «كبرت نفسي» وأنا مازلت صغيرة.. ولكن بعد مضي سنة على زواجنا اجتزت كل الصعوبات وتأقلمت مع الوضع.
عشرة أشهر
يفضل أحمد عادل أن يكون الفارق بين الزوجين خمس سنوات، ولكن شباك الحب التي وقع فيها حالت دون تحقيق رغبته وكان الفارق بينه وبين زوجته عشرة أشهرفقط وقال: الحب لا عمر له، فاذا كان الحب والتفاهم موجودين بين الزوجين فلا داعي للنظر إلى العمر. وهذا ما حدث معي فقد أعجبت بزوجتي من أول نظرة ولم ألتفت لمسألة العمر كما أن فارق العمر لا يطفئ الحب أو يقتله. أما لو كان زواجنا تقليدياً فكنت سألتفت إلى هذا الأمر وأضعه في عين الاعتبار، فعامل السن له دور كبير في نجاح الحياة الزوجية. فأنا لا أؤيد الفارق الذي يزيد عن عشر سنوات «فالعقلية نفسها تفرق» ما بين الطرفين. ولن يلتفت الزوجان إلى هذا الأمر في بداية الزواج ولكن وبعد مرور السنين سيكتشفان الخطأ الذي وقعا فيه.

ثلاثة أعوام

وتؤيده زوجته مي نبيل في الرأي فهي ترى ان الفارق المناسب بين الزوجين يجب أن يكون من ثلاث إلى خمس سنوات. فهما سيتوافقان من جميع النواحي ومهما اختلفا فسوف يستطيع أحد الطرفين اقناع الآخر بوجهة نظره وبسهولة. أما الفتاة التي تختار من يكبرها بعشرين عاماً فهي «تقتل نفسها وسوف تواجه المتاعب مع زوج يائس كئيب مريض وهي مازالت شابة «تنطنط» وتحب الحياة والخروج وكلها حيوية».
وفي زماننا هذا أصبح سن الزواج محصورا بين عام أو عامين لأن الشاب والفتاة أصبحا يتعرفان على بعضهما اما عن طريق الجامعة أو العمل.
أما عن اختياري لزوجي فأنا لم ألتفت الى تقارب العمر، والمهم أن الحب موجود بيننا.

أفضل الحلول أوسطها

وتؤكد هبة الحريري أن فارق السن له أكبر الأثر في التفاهم بين الزوجين. وقالت: «اذا كان عمرا الزوجين متقاربين جداً فهذا حتماً سيخلق بينهما المشاكل مستقبلاً، فالمرأة كما نعلم تذبل بسرعة، وتظهر عليها علامات الكبر على عكس الرجل الذي يحتفظ بشبابه، لذلك من الأفضل أن تبقى المرأة دائماً جميلة وصغيرة في عيني زوجها. أيضاً الفارق الكبير في السن بين الزوجين يخلق مشاكل بينهما فلن تكون أفكارهما متقاربة، وستتعب الزوجة وهي تجاري هذا الزوج فهو من جيل وهي من جيل آخر. أي ان أفضل الحلول أوسطها.

القشعان: العمر الزمني ليس معياراً انما العاطفي والعقلي

المهم عمر «الخبرة في الحياة»
يقول الدكتور حمود القشعان أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت حول هذا الموضوع:
«ليس هناك مجال حتمي لقضية العمر، ولا يوجد حتى مقياس نفسي. ففي السابق كان يُنظر الى المرأة على انها يجب ان تكون صغيرة السن حتى تكون أكثر نضجاً في الانجاب، أما اليوم فدور المرأة لا يقتصر فقط على الانجاب بل أصبحت الزوجة هي «الشريكة»، وأصبح شعارها «آخذ الرجل الكبير حتى يدلل وابتعد عن الصغير حتى لا يُعلل».... وهذا شعار غالبية الفتيات اليوم، فهن يفضلن الكبير لأنه يدللهن وله خبرة في الحياة فيكون أكثر نضجاً، ويساعدهن على تجاوز أزمات الحياة المادية وبالتالي يحصلن على الاستقرار مادياً. والمرأة في هذا الوقت تريد سنداً عاطفياً ومادياً أكثر من كونها امرأة للانجاب».

الشاب يفضل الأصغر
في الألفية الحديثة وهذه نتائج الدراسة التي نشرتها أخيرا وبحثت فيها عن مستوى العمر عند الزواج، ثبت أن اعمار الزواج ارتفعت بشكل مضاعف عما كانت عليه في العقدين الماضيين، أي عمر الشاب من27 الى 29 عاماً وعمر الفتاة من 23 الى 26 عاماً.
وتفضل المرأة عادة الرجل الذي يكبرها بـ 5-10 أعوام، أما الشباب فيفضلون الفتاة الأصغر سناً لاعتبارين أولهما:اعتقادهم بانهم أكثر نضجاً منها وبالتالي تكون أكثر طوعاً لهم.
وثانيهما: الا تكون عيناها متفتحتان على الحياة إلا عن طريق هذا الرجل.

أصغر منك بيوم أفهم منك بسنة!
ولكن التغيرات التكنولوجية تقول للرجل والمرأة اليوم «العمر الزمني ليس هو المعيار انما العمر العاطفي والعقلي» أي «خبرات الحياة». ففي السابق كان الشعار «أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة» ولكن هذا الشعار سقط في ظل التغيرات التكنولوجية. وأصبح «الأصغر منك بيوم أفهم منك بسنة». فبالتالي القضية ليست قضية العمر انما قضية ماهية دور الشاب والفتاة داخل الأسرة. اذاً العمر في العلوم الاجتماعية والنفسية هو «عمر الخبرة في الحياة» وليس عمر الزمن.
وأنا أدعو كل شاب وفتاة الى الاخذ بعين الاعتبار الأمور التالية قبل السؤال عن عمر الشريك:
أولاً: هل هذه الفتاة كانت تعيش في منزل آمن، أم أنها تريد الزواج فقط للهروب من هذه الأسرة...؟
ثانياً: هل هذا الشاب يريد الزواج للاستقرار أم أنه يريد أن يخفي خطأ ارتكبه في حياته (انحرافات) عن طريق الزواج...؟
ثالثاً: هل للشريك المقدرة على تحمل المسؤولية؟ فهناك من الشباب من يريدون الفتاة فقط كسند له. فهم يريدون موظفة، ويرفعون شعار «فاظفر بذات الراتب تربت يداك» اذ يجب على الأهل السؤال عن «عُمر المسؤولية لدى الشباب» قبل السؤال عن العمر.
رابعاً: يجب السؤال اذا ما كان لأحد الطرفين علاقة عاطفية سابقة، ورفض الأهل تزويجه ممن يحب. فهذا الزواج فاشل، فعند جفاف العلاقة الزوجية في المستقبل واحتدام الخلاف بين الزوجين، تعود العلاقة بين الزوجة وحبها القديم وتذهب الفتاة حتى ترطب جفافها العاطفي مع هذا الشاب. ويكون الزواج الجسدي مع هذا الزوج مع غفلة الزوج، والزواج العاطفي مع ذاك الشاب. والعكس أيضاً مع الشاب.

مؤيدو فارق السن الكبير
فاطمة: الفارق بيني وبين خطيبي عشر سنوات، وسأوافق عليه حتى لو كان الفارق عشرين عاماً، في سبيل أن أبقى الفتاة الجميلة والصغيرة في عينيه
شعار غالبية الفتيات اليوم «آخذ الكبير حتى يدلل، والابتعاد عن الصغير حتى لا يعلل»
المرأة في هذا الوقت تريد سندا عاطفيا وماديا أكثر من كونها امرأة للإنجاب
ستبقى الفتاة شابة ولن تخاف من تفكير زوجها، لأنه ان بحث عن صغيرة فزوجته مازالت يانعة وأكثر جاذبية منه
معدل شباب المرأة أربعون عاماً وتكون متعبة من عوامل الحمل والولادة... فيكون ذلك أخذ من شبابها ما أخذ، بينما يكون الرجل في عز شبابه ورجولته
المرأة تذبل بسرعة وتظهر عليها علامات الكبر على عكس الرجل الذي يحتفظ بشبابه

مؤيدو فارق السن القريب
ايمان: لم أستطع أن «أكبر نفسي» وأفكاري وتصرفاتي، فأنا أحب الحياة وأريد أن أعيش سني
غرام: لم أشعر بالفارق الكبير بيننا وكان «مدلعني وايد» وانغريت كثيراً بهذا الدلال وحالياً «أدور الأصغر»!
رنا: لن أخشى تقارب العمر بيني وبين زوجي مستقبلا وسأهتم بنفسي حتى لو اضطر الأمر لاجراء عمليات تجميل لأبقى جميلة في عينيه
ايناس: شعرت بصعوبة في بداية الزواج، فعقليتي أصغر وأفكر بطريقة «جنونية» وكنت أحاول «أنط» لأصل إلى تفكيره الناضج
سمير: كسرت القاعدة ولم ألتفت لكلام الناس، لأننا كبرنا سوياً، وواجهنا الدنيا بأفراحها وأتراحها، وأشعر بأن صداقة تربطنا